معلومات عامة
ترتبط التوقعات الموسمية بتحديد التساقطات ودرجات الحرارة المنتظرة خلال الموسم القادم (3 أشهر) على النطاق العالمي. وعلى عكس التوقعات القصيرة ومتوسطة المدى، لا توفّر هذه التوقّعات معلومات دقيقة عن حالة الطقس (درجة الحرارة وكمية الأمطار...) وإنّما تقدّم معلومات نوعية حول أهم التّغيّرات في أنماط المناخ (أدفأ أو أبرد، وأكثر جفافا أو رطوبة من المناخ المعتاد).
لإنتاج هذه التوقّعات الموسميّة يقع اعتماد نماذج عدديّة تقوم بمحاكاة المناخ العالمي عبر إنتاج تفاعلات بين الغلاف الجوي ومختلف عناصر النظام المناخي من قبيل المحيطات. وتعتبر المحيطات من أهم العناصر التي تؤثر في متغيّرات الغلاف الجوي، إذ أنّ تقلّب حال المحيطات البطيء يساهم في تحديد الخصائص المميّزة لحالة نظام المناخ العالمي ومدى تقلُّبه. تكمن القدرة التنبئية على المدى الموسمي في اعتماد من هذه التفاعلات ومدى تأثيرها على الظواهر العالمية.
تتجلّى أهمّيّة التّوقّعات المناخية الموسميّة لمستخدميها من مختلف القطاعات (إدارة الموارد المائية والفلاحة...) في الإضافة التي تقدّمها هذه المعلومات المناخية لترشيد استهلاك الموارد الطبيعية واستغلالها بغية الحفاظ عليها من تأثير التغيّرات المناخيّة.
إضافة إلى ذلك، يساعد استغلال التوقّعات المناخيّة في اتّخاذ قرارات للحدّ من تأثير التّقلّبات المناخيّة على مختلف المجالات ذات الصلة وترشيد السّياسات المتوخّاة وأخذ المعلومات المناخية بعين الاعتبار خلال صياغة الاستراتيجيات الوطنية للنهوض بإدارة المخاطر وتحسين القدرة على التكيّف مع آثار التغيّرات المناخية.
منظومة التّوقّعات الموسميّة بالمعهد
في بداية كلّ شهر، يعدّ المعهد الوطني للرّصد الجوّي التّوقّعات الموسميّة للأشهر الثلاثة القادمة. يقع إنتاج هذه التوقعات باستخدام نظام ديناميكي يضم نماذج عددية تقوم بمحاكاة النظام المناخي. تتمثل هذه النماذج في نموذج الغلاف الجوي ARPEGE-CLIMAT ونموذج المحيطات NEMO. يقع تزويد هذه النماذج بمعطيات تتعلّق بالغلاف الجوي وبمعطيات تتعلّق بالمحيطات خاصّة في الشّهر الذي يسبق الموسم المزمع توقّعه.
يستند إنتاج التوقعات الموسمية على نواتج نظام التوقع المعتمد بالمعهد وعلى نواتج النماذج المستعملة في بعض المراكز العالمية مثل المركز الأوروبي لتوقعات الطقس المتوسطة المدى (ECMWF) والمركز الوطني الأمريكي للتوقعات البيئية (NCEP) والمعهد الدولي لبحوث المناخ والمجتمع (IRI). تمكّن دراسة مختلف هذه النواتج من تحديد العناصر التي تؤثر على المناخ في الأشهر الثلاثة المقبلة ومن إنتاج توقّعات توافقيّة بين مختلف النّواتج قصد ترجيح أحد السيناريوهات المحتملة (فوق المعدل العادي، وفق المعدل العادي أو أقل من المعدل العادي).